--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
((( منارات المريخ المكية)
(ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها)
الحمد لله كاشف الهم البأس, خالق الجن والناس,الم غاير بين الألوان والأجناس ومحصي الأهمال والأقوال والأنفاس.
وصل الله على أفضل من حل وارتحل ومكث وانتقل
ريحَ الحجاز بحقِّ منْ أنشاكِ***ر ُدّي السلامَ وحيّي منْ حَيَّاكِ
هبِّي عسى وجدي يخفُّ وتنطفي*** نيرانُ أشواقي ببَرْدِ هواكِ
يا ريحُ لولا أنَّ فيك بَقيَّة ً*** مِنْ طيبِ مكةَ متُّ قبلَ لِقاكِ
تناولت في المنارة السابقه بعض المعاني السامية لأسماء الله الحسنى وصفاته العُلى ولعل بعض المتصفحين سأل عن معنى الحديث الشريف (( ان لله تسعه وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنه))
وليس المقصود هنا بالإحصاء هو حفظ الأسماء وتعليقها في البيوت والمساجد وترديد الفاظها!
كلا... إنما المراد من هذا الحديث معرفة اسماء الله وفهمها ومعرفة الصفات بعد معرفة الأسماء
إخواني وأخواتي..
1-اسماء الله كلها حسنى –أي كاملة لايلحقها نقص ولا عيب
2-اسماء الله لايوجد بها مايدل على الذم والنقص فلا يقال – الماكر والساخط والفاسق
3-لايوجد حديث صحيح يثبت أن لله تسعه وتسعين اسماً وانما هناك أسماء استأثر الله بها في علم الغيب عنده لايعلمها الا هو
4-على المسلم الذي يبحث عن الفائده من أسماء الله أن يعرف أركان الايمان بالأسماء الحسنى وهي: 1- الايمان بالاسم 2- الايمان بما دل عليه 3- الايمان بم يتعلق به
5-اسماء الله عز وجل يجوز ان يضاف لها كلمة (عبد) فيقال عبدالعزيز ,عبدالكريم ,وهكذا ولكن الصفات لايجوز فيها القول عبدالكرم أو عبد العز وهكذا
6-يجوز للمسلم ان يدعو الله باسماءه.. يارحيم ارحمنا, وياكريم اكرمنا , ولكن لايجوز ان يقول المسلم يارحمة الله أرحمينا أو ياكرم الله أكرمنا.
أيها الفضلاء... نقف اليوم –كعادتنا مع أسم من اسماء الله الحسنى وهو { العفو)
وهو العفو فعفوه وسع الورى *** لولاه غارت الأرض بالسكان
•العفُو .. هو الذي يمحو السيئات ويتجاوز عن المعاصي.
•العفو...ه و المولى عز وجل يمحو الزلات ويقيل العثرات
•العفو..صف ة من صفات الله وعلى المسلم ان يتحلى بهذه الصفه فيعفو عمن ظلمه كما يحسن عز وجل إلى العُصاه ولا يعاجلهم بالعقوبه.
•العفو...خ لق الأقوياء
•العفو...ي ورث صاحبه العزه كما قال عليه السلام ( ومازاد الله عبداً بعفوِ الاعزا)
•العفو... من شيم الأنبياء والنبلاء
1-هاهو يوسف عليه السلام يعفو عن إخوانه فقابل ظلمهم وفجورهم بالعفو الحسن والصفح الجميل
2-وهاهو رسول الله عليه السلام –يتجلى العفو في أحلى صوره مع أهل الطائف آنذاك
3-وهاهو ابن مسعود رضى الله عنه في السوق تسُرق نقوده فيقول ( اللهم ان كان السارق سرقني لحاجته اليها فبارك له فيها وان كان حمله ذلك على الذنب فاجعله آخر ذنوبه)
4-وهكذا الصالحون والأخيار كان يسب الواحد منهم فيقول لمن يسبه ( إن كنت كاذبا فغفر الله لك وإن كنت صادقاً فغفر الله لي)
أسالكم بالله هل يليق بنا أن نتباغض ونتحاسد على لاشيء وفي اخلاقياتنا وديننا هذه النماذج المشرقه الجميلة
5-فمن عفا وأصلح فأجره على الله (العفو دليل كرم النفس .لقد كان القاده والعظماء في الماضي يؤتى لهم بالاسرى مكبلون بالحديد فيقول القائد لجنده ماذا ترون ان نفعل بهم!!!
إنظروا الى عظمه الراعي والرعيه – العفو والكرم- فيقولون له إن الله اعطاك ماتحب من الامساك بهم فاعط الله مايحب من العفو . فيعفوا عنهم
6-اولى الناس بالعفو هم الضعفاء من الزوجات والأولاد والخدم.
7-ويليهم من كان له قرابه وأرحام يحسن اليهم ويسيئون اليه فعليه العفو والإحسان.
8-ويلي هولاء من كان له إخوه في الله- إن صحت الأخوه- يتتبعون عورات إخوانهم هولاء يعفى عنهم ويُصفح
9-المسلم هين لين سهلا باذلا يلتمس للمسلمين الأعذار ويتودد اليهم.
10-مامنا الا بينه وبين الله خطايا فاذا احببنا ورغبنا من الله ان يغفرها وجب علينا أن نغفر لإخواننا ونتجاوز عن بعضنا البعض .
والى مناره أخرى.. نستودعكم الله الذي لاتضيع ودائعه