بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله منزِّل الكتاب, والهادي إلى الصَّواب, والصلاة والسَّلام على رسوله الصَّادق, وعلى آله وصحبه زينة الخلائق, وبعد:
أخي المسلم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخي: يا مَنْ حَباكَ الله بنعمة الإسلام, وأسبغَ عليكَ أنوار الهداية, يا مَنْ عرفتَ الحق بدلائله وعلاماته.
أخي: إليك أنتَ يا مَنْ تردَّد نداء الحق في أذنك صباح مساء، أن "حيَّ على الفلاح".
أخي: هل تفكَّرت يومًا أو تأمَّلت في هذه الكلمة؟! "حيَّ على الفلاح.. حيَّ على الفلاح".
أخي: يا مَنْ جاورتَ أشرف وأفضل البقاع.
جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول اللهّ أي البلدان أحب إلى الله؟ وأي البلدان أبغض إلى الله؟
قال: «لا أدري حتى أسأل جبريل عليه السلام»
فأتاه جبريل فأخبره: «إنَّ أحسن البقاع إلى الله المساجد، وأبغض البقاع إلى الله الأسواق»! [رواه أحمد والحاكم/ صحيح الجامع: 320].
أخي: يا جار المسجد.. يا مَنْ تسمع النداء! إليك كتبتُ هذه الرِّسالة، ولم أدَّخر وسعًا في دلالتك إلى الخير العظيم الذي يجاوركَ! وذلك أخي هو غاية ما أملك.
فتقبَّل أخي كلماتي هذه.. وضعها في سويداء قلبك.. ولتردِّد النَّظر فيها، فإنك لن تعدم خيرًا تجده فيها.
مَنْ هو جار المسجد؟
أخي المسلم: أتدري مَنْ هو جار المسجد؟
يجيبك على هذا السؤال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- يوم أن قال: "لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد"!
قيل: "ومَن جار المسجد؟"
قال: "مَنْ سَمع الأذان".
أخي في الله: يا مَنْ سمعتَ الأذان, أنتَ جار المسجد.
أنتَ جار بيت من بيوت الله!, أنت جار لأفضل البقاع..
أنتَ الذي قامت عليك حجة الله -تعالى- بسماعك للأذان صباح مساء.
والله ثم والله ثم والله
كل من لم يتأدب مع الله فوق الأرض
سيؤدب في كفنه تحت الأرض