بسم الله الرحمن الرحيم
دور التراث في حضارتنا
1- لا شك أن الحضارة بناء متواصل ، وحلقات مرتبطة لا تنقطع ، فالأجيال تتعاقب عليها جيلا بعد جيل ، فيواصل الخلف ما ابتداه السلف ، وخلال هذا التسلسل ينتقل الثرات من حقبة إلى أخرى باعتباره عنوانا لأصالة المجتمع ، ومعالم من حضارته.
فما الدور الذي يلعبه التراث في إبراز مظاهر الحضارة ؟ وكيف يحافظ عليها ؟ ذالك ما سأحاول إبرازه في الفقرات الآتية :
2- التراث هو مجموع الرموز والآثار التي تنقل إلى الأجيال علامات من ماضي الحضارة ، وهو أشكال و ألوان تمتد من المؤلفات والمصنفات والكتب التي دونت في صفحاتها الآداب والأفكار ، إلى النقوش والزخارف ومظاهر العمران ، فأشكال التعبير الفني من رقص وغناء ، وعادات الشعب وتقاليده .
3- وللتراث دور في إبراز معالم الحضارة والتعريف بها ، إذ من خلاله يكتشف المواطن كيف كان يعيش أجداده ، وما عاداتهم وتقاليدهم ، كما أنه يطالع الأفكار و المذاهب والاتجاهات التي كانت سائدة في العهود القديمة ، مثلما يعاين الآثار الدالة على التاريخ القديم .
4- وإذا كان التراث صورة مجسدة لكل هذه الآثار والمعالم ، فان من واجب الأخلاف الحفاظ على ما تركه الأسلاف ، بل والاعتزاز والتعريف به . ولتحقيق هدا المبتغى سبل عديدة ، أولها نشر التراث في وسائل مختلفة من كتب ، وأشرطة ، و أقراص ، وتنظيم لقاءات للتعريف به ، وإحياء أيام ثقافية في فضاءات تضم مآثر ومعالم ، وغير ذلك ...
5- إن أمة بلا تراث هي أمة بلا ماض ولا تاريخ ، فما أحوجنا جميعا إلى رعاية تراثنا ، وصيانة مآثرنا وإحيائها ؟ وذلك واجب على كل مواطن ، وخاصة من فتحت له فرص التعلم واكتساب المعرفة .