أحبتي .. هل يوجد صدآقة بلآ وفآء ؟

أرعوا لي أرواحكم || هل يوجد صداقة بلاوفاء ؟!








السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ــ


في التدوينة السابقة ، كان هنالك لغط ، وتفسير للموضوع عن غير محله ، فأشكر كل من عقب فيه ، و أعتذر لمن شعر أنه فيه إساءة له . ولو أن الموضوع كان أكثر موضوع مشاهدةً منذ رجوع المنتدى ، 143 مشاهدة !


أما لموضوعي هنا فهو حديث كل امرئٍ يريد شريكاً ويريد من يعينه إلى طريق الجنة وكذلك العكس بالعكس !


كنت قد حضرت مجلساً لشيخي الدكتور علي العُمري
فكان بعض الأخوة يشتكون له في أمرْ مهم ألا وهو معنى الرفقة و الصداقة
فاستمتعت وتغير جلْ نمط تفكيري في هذه الموضوع منذ ذلك المجلس


وبحثت في أمر هذه القيمة ، فوجدت السيرة النبوية ثرية بالمعاني و المواقف
فيقول حبيبي صلى الله عليه وسلم : ( لو كنت متخذا من أهل الأرض خليلا غير ربي لاتخذت أبا بكر خليلا)


فاعلموا أن كل رسالة وكل مشوار يتخلل بالنجاح هو بحاجة إلى رفيق وصديق !



ولنبداً بالصداقة العملية ، :



الصداقــــــة




قرأت كثيراً في كتب التاريخ والتراجم والآداب ووجدت أن الجميع يجمع على أنه يجب
أن يكون للإنسان عدة أصدقاء، لكل منهم طعمها الخاص!




فصديق أو صديقان للخلة، والاستشارة، والمحاورة في الشأن الخاص،
وآخرأوآخران للمؤانسة والتمشية، وثالث ورابع للقضايا المهمة والمشورة الكبرى،
مع نيل الخبرة ، وسماع الأخبار واللطائف.




الحياة أيها الإخوة مليئة بالمستجدات والقضاياالتي لا تنتهي ،
وهي تحت عباءة الأقدار!



وبالتالي تكمن الحاجة للصديق الذي تأمنه في الأكل والشرب والجلوس والسفر،
والأسرار والنصائح .وهذا النوع له مميزات خاصة ، في حبه وتحمله .





الصداقة يا أصدقائي هي إحساس كل طرف بأنه بحاجة لأخيه الآخر ، و أن كل ما يمنحه من
معلومات أو أفكار أو أشياء رآها فأعجبته ، أو سمعها فآنسته ، أو جربها فسرته ، هي من حق
الطرف الآخر أن يستمتع بها و يعرفها ، لأنه يعتقد أنه الجزء الآخر من روحه و جسمه ، فلا بد
حينئذ من توازنه !






اسس الصداقة للإمام الشافعي






إذا المـرء لا يرعـاك إلا تكلـفـاً * فدعـه ولا تكثـر عليـه التأسـفـا





ففي الناس أبدال وفي الترك راحـة * وفي القلب صبر للحبيب ولـو جفـا





فما كل مـن تهـواه يهـواك قلبـه * ولا كل من صافيته لـك قـد صفـا



إذا لم يكـن صفـو الـوداد طبيعـة * فـلا خيـر فـي ود يجـيء تكلفـا





ولا خير فـي خـل يخـون خليلـه * ويلقـاه مـن بعـد المـودة بالجفـا





وينكـر عيشـاً قـد تقـادم عـهـده * ويظهر سراً كان بالأمس فـي خفـا



سلام على الدنيا إذا لم يكن بها صديق* صـدوق صـادق الوعـد منصـفـا






هذه هي الصداقة الحقيقية التي لا تكلف فيها ، و سيكون من أسرارها الكبرى الدعاء بالتوفيق ،
و التوازن في الحب ، و الإرشاد عند الخطأ ، و صدق من قال:


[ وإذا صفا لك من زمانك واحد فهو المراد وعش لذاك الواحد ]









ختاماً ، لم أعرف أن هناك !
صديقاً .. يفتضح سرّ أخيه .
صديقاً .. يكدّر خاطر أخيه .
صديقاً .. يذم ويستقبح أخيه .
صديقاً .. تشكوا له فيتذمر منك ! .
صديقاً .. لا يصْدُق ولا يصدّق أخاه .
كل هذا تزييف وليس صداقة ،




دمتم أحبة ونلتقي بكم على خير !


محبكم في الله ،،

ضيف ..