تأكد (يهم الجميع)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إن الحمد لله أحمده وأستعينه وأستغفره وأستهديه وأعوذ بالله من شر نفسي ومن شرور أنفسنا جميعا ... أما بعد:

أيها الإخوة الأعزاء الآباء الأفاضل الكرماء (معلمون وطلاب) أسعد الله أوقاتكم بكل خير .. وأسأل الله جل وعلا أن بجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه ..

أحبائي...
ترددت كثيرا في نشر هذا الموضوع وكتابته والإدلاء به هنا لكم حاولت قدر المستطاع أن ألمح في غير موضع من المنتدى على ما يحدث وهو أمر بالغ الأهمية لكن لعل لالبعض لا يستشعر عظمة هذا الأمر وما يترتب عليه من شديد العقوبة أو سوء الفهم أو إحياء البدع والاختلاق والابتداع فهذا الأمر الذي سأحدث عنه بإذن الله وهو أمر عني به رجال العلم الذين وهبوا أنفسهم لهذا الأمر وجعلوا منه علما جامدا (كما يسميه علماء الحديث) وهو علم الحديث علم آلة رواية ودراية وغيره من النقل الذي يسمى الآن بـ(الإسناد) إلى غير ذلك ... أيها الأحبة لعلكم الآن عرفتم إلى ما أرمي وما أعني واتضح لكم المقصد.... نقل الكلام (وخاصة الآيات والأحاديث وأقوال العلماء )

أيها أحبة ... أن نقل الحديث والكلام عموما هو فن قائم بذاته وبما أنه فن فهو ذو أصول وأسس يجب أن تراعى فلا ينقل إلا ما يح نقله ولا ينقل إلا ما صح خبره وذلك مصداقا وعملا بقول الله تعالى :"يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على مافعلتم نادمين" ولذا فإن المسلم بطبعه صادق صدوق يتحرى الصدق في جميع مواضعه أكن من علقه أم نقله فهي عنده تستوي في الصدق ولذا فإننا أيها الأحبة ترى في المواقع كثيرا ما يؤسف والله أن تنظر إليه والأسوأ أن تقرأه فتجد فيه بهتانا وزورا فإذا أخذنا مثالا في الأحاديث التي يكثر الخطأ فيها والوضع بسبب جهل الناس بهذا العلم وربما بسبب قلة الاطلاع على السنة أو حتى البحث فيها وتحري صحة الأحاديث رغم عظم هذا الأمر وما بترتب عليه من شديد العقاب يوم القيامة فضلا عن الدنيا لأن افتراء في الحديث يعني افتراء على رسول الله صلى اللع عليه وسلم وافتراء على الرسول ليس كأي افتراء عل أحد غيره فإن العذاب قد ضمن لمن افترى على الرسول بمقعد من النار...

وكذا مايشيع بين الناس من أنه أدعية وما يؤلف لها من فضائل لم تثبت لها أي صحة ولا تدري أي هوى وافقت لأنها حتى لم توافق قبول العلماء لها فتأليف الفضائل ليس مهنة ممتهنة بل هو أمر خاضع للنقل وما ورد عن النبي صلى اللع عليه وسلم لأنه المشرع عن ربه...

وكذا ما يشيع عند بعض العامة من رسائل قد ترد على البريد الإلكتروني وأمور لم ينزل الله بها من سلطان فشخص يقول أستحلف أن ترسل لكذا وتفعل كذا لأنه قد يحصل لك كذا
وآخر يقول إن لم تفعل كذا فسيحصل لك كذا وثالث يقول إن فعلت كذا فستحصد كذا من الأجر - وكأنه قد حصر رحمة الله - ومثل هذا من الأمور التي لا تليق بالمسلم المعتدل.

وأيضا ما أراه من تهور بعض الناس وسرعة نقله لبعض الرسائل أو احيانا الاشتراك في بعض الخدمات التي ترسل الرسائل بالاشتراك والشخص قد لا يعلم مضمون الرسالة فترسل تلك الخدمة أو ربما أرسل هو الرسالة من غير اطلاع ولربما احتوت الرسالة على طعت أو خطأ أو ابتداع أو كذب وافتراء وتزوير على الحبيب المصطفى وأو حتى على علماء السلف رحمهم الله جميعا...

أيها الأحبة كانت هذه جملة مما فاضت به القريحة من التنبيهات التي يتأكد فيها التأكد حتى لا يقع الإنسن ضحية لعمل يده وليتمثل الواحد منا قول الشاعر :

وما من كاتب إلا سيفنى *** ويبقي الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شيء***يسرّك في القيامة أن تراه